تحية عطرة لمن يتابع حرفي ومعذرة لمن يراه دون ذلك
السلام عليكم ورحمة الله
في حياتنا العامة تتقاطع المصالح وتحكمنا حاجة البعض للآخر
وهذا لا جدال عليه ولا ينكره عاقل منذ بدء الخليقة وحتى يرث
الله الأرض ومن عليها وإن تظاهر بعضنا بالمثاليات كما جاء
في حيثيات موضوعي السابق
"أعلمه الرماية كل يومٍ فلما أشتد ساعده رماني "
فقد تجد الود والحميمية من شخص لأنه في تلك الفترة يراك
الماء الذي يروي عطشه والكساء الذي يقيه زمهرير الشتاء
ويستر عورته وذلك لوجود منفعة حتى وإن كانت معنوية إلآ إنها
تمثل حقبة من تاريخه النفسي ومن غير مقدمات تخفت تلك العلاقة
وتنقلب تدريجيا رأسا على عقب وكأن شيئا لم يكن ويتم تصنيف
تلك الحقبة ضمن دائرة الأحلام الوردية لأنه حقق ما يريد ولم يعد
لديك الكثير لتقدمه قربانا لتلك العلاقة وتستمر الحياة ويعترض
طريقك صورة أخرى ولفرط صفاء سريرتك تقنع نفسك أن ما فات مات
وأن الخير والصدق في ما هو آت , ولكن هيهات لتلك المسرحية
أن يكون لها نهاية فالأبطال يتكررون وإن تغيرت مظاهرهم
لتبقى مع ثلة قليلة تدفعون الثمن
لعلي أستشهد بمقتضبٍ من أساطير " إيسوب " والذي عاش في القرن
السادس قبل الميلاد حقبة الفكر اليوناني الفلسفي إذ يحكي
" أن فلاحا أراد التخلص من شجرة تفاحٍ مسنة لا تثمر أبدا ولكنها كانت تظل المارة والعصافير وتقيهم
تقلبات الجو فقرر بترها والتخلص منها بعد أن زالت فائدتها
فتوسلت إليه العصافير بألآ يحرمهم ظلالها ولكنه لم يأبه لتلك
التوسلات فأحضر عدته وعتاده وقام بضربها عدة ضربات حتى هوت من أعلاها
ولكنه وجد في منتصف الجذع الباقي خلية نحل ملأي بالعسل فتذوقه
فأعجبه وقرر الإبقاء على ما بقي من الجذع وتعهده بالرعاية كل يوم
فعاد لشجرة التفاح أغصانها وورف ظلالها ........ الخ
ألم أخبركم أحبتي أن علاقتنا تحكمها مصالح نفعية
أنتظر منكم تجارب السنين
اللهم يا منزل الكتاب، ويا مجري السحاب، ويا هازم الأحزاب، اللهم أهلكهم بِدَدًا، ولا تبق منهم أحدًا، واشف اللهم بذلك صدورالشرفاء.
وهذه- يا أحكم الحاكمين- رسالتي أرفعها إليك على الغمام، مع دعاء الثكالى والمظلومين؛ فهل من استجابة عاجلة، يا أرحم من سُئل، ويا أكرم من أعطى؟
اللهم عليك بمن يمشي بين الناس بالفتنة وسوء الظن
اللهم من تتبع عورات الناس فسلط عليه وأجعله عبرة وآية